الذِئبَةُ الحُمَامِيَّة المَجموعِيَّة (SLE)

(الذئبة الحمامية المُنتَثِرة أو الذئبة)

حسبKinanah Yaseen, MD, Cleveland Clinic
تمت مراجعته جمادى الأولى 1446

الذئبةُ الحمامية الجهازية (systemic lupus erythematosus) هي اضطرابٌ روماتيزمي جهازي يمكن أن يشتل المفاصل والكلى والجلد والأغشية المخاطيَّة وجدران الأوعية الدَّمويَّة.

  • قد تحدث مشاكل في المَفاصِل والجهاز العصبي والدَّم والجلد والكلى والسَّبيل الهَضمِيّ والرئتين، وفي غيرها من الأنسجة والأعضاء.

  • تُجرَى فحوص دمويَّة، وفي بعض الأحيان اختبارات أخرى، لوضع التشخيص.

  • يحتاج جميعُ المصابين بالذئبة إلى استعمال هيدروكسي كلوروكين، كما يحتاج المصابون بالذئبة التي يستمرُّ تسبُّبها في حدوث الضرر (الذئبة النشطة) إلى الستيرويدات القشرية والأدوية الأخرى التي تثبِّط الجِهاز المَناعيّ.

تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالذئبة الحمامية الجهازية (lupus) من الرجال، وخاصة النساء في سن الإنجاب.ولكن قد يُصاب أيضًا الأطفال (معظمهم من الفتيات)، وكبار السن من الرجال والنساء، وحتى الأطفال حديثي الولادة.تحدُث الذئبة في جميع أنحاء العالم وتكون أكثرَ شيوعًا وشدة بين ذوي البشرة السوداء والآسيويين أكثر من ذوي البشرة البيضاء.

عادةً ما يكون سبب الذئبة غير معروف، ولكن يُعتقد أنها اضطراب مناعي ذاتي.عندَ الإصابة بأحد اضطرابات المناعة الذاتية، تُهاجم الأجسامُ المُضادَّة أو الخلايا التي ينتجها الجسم أنسجةَ الجسم نفسه.قد يؤدي استعمالُ بعض الأدوية (مثل هيدرالازين وبروكايناميد، والتي تستخدم لعلاج أمراض القلب، وإيزونيازيد الذي يستخدم لعلاج السل) إلى الإصابة بالذئبة في بعض الأحيان.تختفي الذئبة التي يكون سببُها استخدام عقار يُحرِّض على حدوثها بعد إيقاف استعماله عادةً.

عندما تُسبب الذئبة أعراضًا فعالة، تُعرَف باسم النوبة.يمكن أن تحدثَ النَّوبات نتيجة التَّعرُّض لأشعة الشمس أو التقاط عدوى أو الخضوع لجراحة أو حدوث حمل.

الذئبة الجلدية

تؤثر بعض أشكال الذئبة بشكل رئيسي في الجلد.

الذئبة الحُماميَّة القُرصِيَّة هي أحد أشكال الذئبة التي تقتصر الإصابة فيها على الجلد.

في حالة الذئبة الحمامية القرصية، يحدث طفحٌ جلديٌّ أحمر مدوّر ومرتفع، يتقدَّم في بعض الأحيان إلى حدوث فقدٍ قليلٍ للجلد مع تندُّب تساقط للشَّعر في المناطق المصابة.يتمركز الطفحُ الجلدي على مناطق الجلد المُعرَّضة للضوء، مثل الوجه وفروة الرأس والأذنين.يصيب الطفحُ الجلدي أو التَّقرُّحات الأغشية المخاطيَّة في بعض الأحيان، لاسيَّما في الفم.

كما تحدث بعض تظاهرات الذئبة الحمامية القرصية عند الأشخاص مثل المشاكل المفصلية، والكلوية، والدماغية.

الذئبة الحمامية الجلدية تحت الحادة (SCLE) هي شكل من أشكال الذئبة يُصيب الجلد بشكل رئيسي.

بالنسبة إلى الذئبة الحمامية الجلدية تحت الحادة، يحدث طفحٌ جلديٌّ مختلف واسع الانتشار.وقد تأتي وتذهب، وقد تتفاقم عند التعرض لأشعة الشمس.قد تتشكل بقعٌ حمراء حلقيَّة أو صدفيَّة الشَّكل على الذراعين والوجه والجذع.

تختلف الذئبة الحماميَّة الجلدية تحت الحادّة SCLE عن الذئبة الحُماميَّة القُرصِيَّة DLE بأنَّه من النَّادر أن تتسبَّب تحت الحادَّة في حدوث تندُّب.

قد يُصاب بعض مرضى الذئبة الحمامية الجلدية تحت الحادة بالذئبة الحمامية الجهازية.

أعراض الذئبة

تختلفُ أعراضُ الذئبة بشكلٍ كبير من شخص لآخر.يمكن أن تبدأ الأعراضُ فجأةً بالحمى، وهي تشبه العدوى المفاجئة؛أو قد تظهر الأعراض تدريجيًا على مدى أشهرٍ أو سنوات مع حدوث نوباتٍ من الحُمَّى (تُسمى نوبات احتدام) أو الشعور بالتَّوعُّك أو أيٍّ من الأعراض الموضحة لاحقًا وذلك بالتناوب مع فترات تكون الأعراض فيها غائبة أو خفيفة.يعاني معظمُ المصابين بالذئبة من أعراضٍ خفيفة تُصيبُ الجلدَ والمَفاصِل غالبًا.يمكن للأعراض أن تُصيبَ أي عضو.

مشاكلُ المَفاصِل

تحدُث أعراضُ المَفاصِل التي تتراوح ما بين آلام المَفاصِل المتقطعة (أوجاع المَفاصِل arthralgias) إلى الالتهاب المفاجئ في عدَّة مَفاصِل (التهاب المَفاصِل الحاد) عند حَوالى 90٪ من الأشخاص، ويمكن أن تحدث قبل سنوات من ظهور الأعراض الأخرى.في حالة المرض الطويل الأمد، قد يحدث تشوه ورخاوة كبيران في المَفاصِل تسمى التهاب المفاصل بحسب جاكود أو اعتلال المفاصل بحسب جاكود، ولكن ذلك أمر نادر.غير أنَّ معظم حالات التهاب المفاصل المتعدد تكون متقطعة بشكلٍ عام، ولا تؤدي إلى تضرُّر المَفاصِل عادةً.

مشاكلُ الجلد والأغشية المخاطيَّة

تتضمن المشاكل الجلدية الاحمرار المرتفع فراشي الشكل على الأنف والخدين (يدعى الطفح الجلدي الخدِّي أو الطَفَح الجلديّ الفَراشِيّ الشَّكل)، وظهور تحدُّبات أو بقع بارزة على الجلد الرقيق، ومناطق حمراء مُسطَّحة أو بارزة في المناطق المكشوفة من الوجه والرقبة وأعلى الصدر والمرفقين.يُعدُّ ظهور البثور وتقرحات الجلد (القروح) من الحالات النَّادرة، ولكن من الشَّائع حدوث التَّقرُّحات على الأغشية المخاطية، لاسيَّما على سقف الفم والجهة الدَّاخليَّة من الخدين وعلى اللثة وداخل الأنف.

الذئبة الحمامية الجهازية (طفح الفراشة)
إخفاء التفاصيل
يكون هذا الطفح الجلدي الأحمر البارز على شكل فراشة.يظهر نمط الفراشة على جسر الأنف، والوجنتين، والمناطق المعرضة للشمس فوق الحاجبين.
© Springer Science+Business Media

يُعدُّ تساقطُ الشعر المُعمَّم أو البقعي (الثَّعلبة alopecia) من الحالات الشائعة خلال النوبات.

كما قد تظهر مناطق مُبقَّعة حمراء على جانبي الراحتين وأعلى أصابع اليدين، وكذلك احمرار وتورُّم في محيط الأظافر، وبُقع أرجوانية مُحمرَّة مسطَّحة بين مفاصل الأصابع (البراجِم) على الأسطح الداخلية للأصابع.يمكن أن تظهر بقع أرجوانية (فرفرية) بسبب حدوث نزف في الجلد نتيجةً انخفاض مستويات الصفيحات الدَّمويَّة في الدَّم.

تحدث حالات طفح جلدي طويلة الأمد ناجمة عن التعرض لأشعة الشمس (حساسية للضوء) عند بعض الأشخاص المصابين بمرض الذئبة، وخصوصًا الأشخاص من ذوي البشرة الفاتحة.

تكون أصابع اليدين والقدمين عند الأشخاص المصابين بالذئبة والذين يُعانون من مُتلازمة رينو شاحبة أو مُزرقَّة عند تعرُّضها للبرد؛

مشاكلُ الرئة

يُعدُّ شعور المصابين بالذئبة بالألم عند التنفس العميق من الحالات الشَّائعة.وينجم الألم عن الالتهاب المتكرر في الكيس المحيط بالرئتين (التِهَاب الجَنبَة pleurisy)، مع وجود سائل أو من دونه (انصباب) داخل هذا الكيس.

وفي حالاتٍ نادرة، يحدُث التهاب الرئتين (اِلتِهَابٌ رِئَوِىّ ذئبي) الذي يؤدي إلى حدوث عُسر التنفس، رغم أنَّه من الشَّائع حدوث شذوذات طفيفة في وظائف الرئة.

ومن النَّادر حدوثُ نزفٍ مُهدِّدٍ للحياة في الرئتين.كما يمكن أن يحدث انسدادٌ في شرايين الرئة ناجمٌ عن جلطاتٍ دمويَّة (خُثار thrombosis).

المشاكلُ القلبيَّة

يمكن أن يُعاني المصابون بالذئبة من ألم في الصدر ناجمٍ عن التهابٍ في الكيس المحيط بالقلب (التهاب التأمور).يُعدُّ الالتهابُ الوعائي في جدران الشرايين التاجية (التهاب الشريان التاجي coronary artery vasculitis) أشدَّ الآثار خطورةً على القلب، ولكنَّه نادر الحدوث، حيث يمكن أن يؤدّي إلى الإصابة بالذبحة و(التهاب عضلة القلب)، الذي قد يؤدي إلى فشل القلب.يمكن أن تكونَ صِماماتُ القَلب مُصابةً في حالاتٍ نادرة، وقد تحتاج إلى مُعالجتها جراحيًا.يكون المرضى مُعرَّضين لزيادة خطر الإصابة بداء الشَّرايين التَّاجيَّة.

يمكن أن يُولَدَ الرَّضيع الذي تكون والدته مصابةً بالذئبة ولديها نوعٌ معين من الأجسام المضادَّة (الأجسام المضادة لعامل Ro/SSA) مُصابًا بإحصار القلب.

مشاكلُ العُقد اللِّمفيَّة والطحال

تُعدُّ ضخامة العقد اللمفيَّة من الحالات الشائعة المنتشرة على نطاقٍ واسع، لاسيَّما بينَ الأطفال، والشباب، والأفارقة الأمريكيين من جميع الأعمار.

قد يحدث تضخّم الطحال.

مشاكلُ الجهاز العصبي

يمكن أن تتسبَّب إصابة الدِّماغ (الذئبة العصبية النفسية neuropsychiatric lupus) في الصداع أو اضطراب بسيط في التفكير أو تغيُّرات في الشخصية أو سكتة دماغيَّة، أو اختلاجات، أو اضطرابات نفسية شديدة (الذهان psychoses) أو حالة قد يحدث فيها عدد من التغيُّرات العضويَّة في الدماغ.

كما قد تتضرر الأعصاب في الحبل الشوكي وأماكن أخرى من الجسم أيضًا.

مَشاكلُ الكلى

قد تكون إصابة الكلى طفيفًة ومن دون أعراض، أو قد تكون متفاقمة، وقد تؤدي إلى الوفاة.وقد يُصابَ الأشخاص بفشلٍ كلويٍّ يتطلَّب غسل الكُلى.يمكن أن تُصابُ الكليتان في أيِّ وقت، وقد تكونان العضو الوحيد الذي يتأثَّر بالإصابة بالذئبة (تُسمى التهاب الكلية الذئبي).

من الشائع أن يسبب الخلل الكلوي ارتفاع ضغط الدَّم وظهور البروتين في البول الذي يؤدي إلى حدوث تورُّم (وذمة) في الساقين.

مشاكلُ الدَّم

يمكن أن تنخفض أعداد كُرَيَّاتُ الدَّم الحمر وكُرَيَّات الدَّم البيض والصُّفَيحات الدَّمويَّة.تُساعد الصُّفَيحاتُ الدَّمويَّة على تخثر الدَّم، لذلك قد يؤدي النقص الكبير في عددها إلى النزف.

كما قد يتجلَّط الدَّم بسهولة شديدة لأسبابٍ أخرى، وهو ما يُفسِّر بعض المشكلات التي يمكن أن تُصيب الأعضاء الأخرى (مثل السَّكتات الدِّماغيَّة وجلطات الدم في الرئتين أو الإسقاط المُتكرِّر).

مشاكلُ السَّبيل الهَضمِيّ

يمكن أن يُعاني المرضى من غثيان وإسهال وإزعاج بطني غامض.وقد تكون هذه الأعراض إنذارًا بحدوث نوبة.

يمكن أن يؤدي ضَعفُ وصول الدَّم إلى أجزاءٍ مختلفة من السَّبيلُ الهَضمِيّ إلى ألم شديد في البطن أو إلحاق الضَّرر بالكبد أو البنكرياس (التهاب البنكرياس) أو انسداد أو ثقب (انثقاب) في السَّبيل الهضمي.

مشاكلُ الحمل

تكون النساءُ الحوامل مُعرَّضاتٍ لخطرٍ أعلى من الطبيعي لحدوث الإسقاط المتعدد والمتأخر، والإملاص.تُعدُّ الهجمات من الحالات الشائعة في أثناء الحمل، وخصوصًا بعد الولادة مباشرة (انظر أيضًا الذئبة الحمامية الجهازية في الحمل).

ينصح الأطباء النساء بتجنب الحمل إذا لم يجرِ ضبط مرض الذئبة خلال الأشهر الـ 6 إلى 12 السابقة لحدوثه.

تشخيص الذئبة

  • فحص الطبيب

  • الفحوص المخبريَّة

يشتبه الأطباءُ بالذئبة بشكلٍ رئيسي وفقًا للأعراض التي يعاني منها الشخص، لاسيَّما عند الشَّابات، واستنادًا إلى نتائج الفحص السَّريري الشامل.

ويطلبون عددًا من الفُحوص المخبرية للمساعدة على تأكيد التَّشخيص.ورغم عدم وجود اختبار مخبري واحد يؤكد تشخيص الذئبة، إلا أنَّ الأطباء يوصون بإجراء هذه الفحوص لاستبعاد الاضطرابات الروماتيزمية الجهازية الأخرى.ويعتمدون بعد ذلك في تشخيص الذئبة على جميع المعلومات التي يجمعونها، بما في ذلك الأَعرَاض ونتائج الفَحص السَّريري وجميع نتائج الاختبارات.يستخدم الأطباء هذه المعلومات لمساعدتهم على تحديد ما إذا كان الأشخاص يستوفون معايير محدّدة مُتَّبعة يجري استعمالها لتأكيد الإصابة بالذئبة؛إلَّا أنَّه ونتيجة المجال الواسِع للأعراض، قد يكون التمييزُ بين الذئبة والأمراض المماثلة ووضع التشخيص أمرًا صعبًا.

الفحوص المخبريَّة

رغم أنَّ نتائجَ فحوص الدَّم يمكن أن تساعد الأطباء على تشخيص الذئبة، إلا أنَّها لا تستطيع بمفردها تأكيد التشخيص النِّهائي للذئبة، لأنَّ الشذوذات التي يكتشفونها في بعض الأحيان تكون موجودة عند الأصحاء أو عند الذين يُعانون من اضطراباتٍ أخرى.

يمكن أن يكشف فحصُ الدَّم الأجسامَ المضادة للنوى ANA، التي توجد عند جميع المصابين بالذئبة تقريبًا؛إلَّا أنَّ هذه الأجسام المُضادَّة تظهر عندَ الإصابة بأمراضٍ أخرى أيضًا.وبذلك، إذا تمَّ اكتشاف أَضَدَادِ النَّوَى فإنَّه يُجرى فحص لأضداد الحمض النووري المزدوج الطاقة (double-stranded DNA)، بالإضافة إلى اختبار الأضداد المناعية الذاتية الأخرى (الأجسام المضادة الذاتية).يُعزِّز المستوى المرتفع لهذه الأجسام المضادة للحمض النووي الوراثي تشخيص الذئبة، ولكن لا توجد جميع هذه الأجسام المضادَّة عند جميع الأشخاص المُصابين بالذئبة.

كما تُجرى فحوص دموية أخرى، مثل قياس مستوى بروتينات المتمّمة (بروتينات ذات وظائف مناعيَّّة مختلفة، مثل قتل الجراثيم)، للمساعدة على مراقبة نشاط المرض وتحديد الحاجة إلى العلاج.

ينبغي إجراء اختبارٍ للنساء المصابات بمرض الذئبة اللواتي يُعانين من حالات الإسقاط المتكررة، أو اللواتي عانَينَ من مشاكل في تجلُّط الدَّم من أجل تحرِّي أضدَّاد الشَّحميَّات الفوسفوريَّة.يُعدُّ هذا الفحص أساسيًّا عند التخطيط لاستعمال وسائل منع الحمل أو للحمل.كما يمكن لفحص الدَّم هذا، الذي يكتشف الأجسام المضادة للشَّحميَّات الفوسفوريَّة، أن يساعد على تحديد المعرضين لخطر الإصابة بجلطات الدَّم المتكررة.يجب على النساءُ الحاملات لأضدَّاد الشَّحميَّات الفوسفوريَّة تجنّب موانع الحمل الفموية المحتوية على الإستروجين، بل عليهنَّ اختيار وسائل أخرى لمنع الحمل.

كما قد تشير الاختبارات الدَّمويَّة إلى تعداد كريات دموية منخفض (فقر دم)، أو انخفاض تعداد كُريات الدَّم البيض أو عدد الصفيحات الدَّمويَّة.يخضع المرضى المُصابون بفقر الدَّم لفحص كومبس المباشر.يُجرى هذا الفحصُ للتَّحرِّي عن زيادة مقدار بعض الأضدَّاد المرتبطة بسطح خلايا الدَّم الحمراء، والتي يمكنها تخريب هذه الخلايا، ممَّا يؤدِّي إلى حدوث إصابة بفقر الدَّم.

تُجرى فحوصٌ مخبريَّةٌ إضافيَّة للتَّحرِّي عن وجود بروتين أو خلايا الدَّم الحمراء في البول (تحليل البول) أو عن ارتفاع الكرياتينين في الدَّم.تشير هذه النتائجُ إلى وجود التهاب في البنية التَّرشيحية (الكُبيبات) في الكلى، وهي حالةٌ تُعرَف بالتهاب كبيبات الكلى.يُجرِى فحصُ خزعةٍ من الكلية (استئصال نسيج لفحصه واختباره) في بعض الأحيان لمساعدة الطبيب على وضع خطَّة العلاج.ينبغي أن تُجرى للمصابين بالذئبة فحوصٌ دوريَّةٌ للتَّحقُّق من غياب الضرر الكلوي، حتَّى في حالة عدم ظهور أعراض (انظر اختبارات وظائف الكلى).

علاج الذئبة

  • هيدروكسي كلوروكين (مضاد للملاريا) لجميع الأشخاص

  • مُضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية ومضادات الملاريا للحالات الخفيفة

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ومضادات الملاريا، وفي بعض الأحيان الستيرويدات القشرية، وأحيانًا بيليموماب للمرض الخفيف إلى المتوسط

  • الستيرويدات القشرية، وغيرها من كابتات المناعة، ومضادات الملاريا للحالات الشديدة

تختلف المُعالجَة باختلاف الأعضاء المُصابة وشدَّة الالتهاب.ليس من الضروري أن تكونَ شدة تضرُّر الأعضاء في مرض الذئبة مماثلة لشدَّة الالتهاب؛فمثلًا، يمكن أن يحدث ضررٌ وتندُّبٌ دائم في الأعضاء نتيجة الإصابة بالذئبة النَّاجمة عن التهابٍ سابق.وقد يُشار إلى هذا الضرر بأنه "شديد"، حتى إذا لم تكُن الذئبة نشطة (أي أنها لا تسبب أيَّ التهاب أو ضرر إضافي في هذا الوقت).تهدف المعالجة إلى الحدِّ من نشاط الذئبة - أي خفض شدَّة الالتهاب الذي بدوره يجب أن يمنع حدوث أضرار جديدة أو أخرى.

يُعطى مضاد الملاريا هيدروكسي كلوروكين عبر الفم لجميع المصابين بالذئبة، بغضِّ النظر عمَّا إذا كان مرضهم خفيفًا أو شديدًا، لأنَّه يُقلل النَّوبات ويُنقص خطر حدوث الوفاة.كما قد يقلل أيضًا من المشاكل لدى الأشخاص الذين يتجلط دمهم بسهولة أو بشكل متكرر.ومع ذلك، لا يُعطى هيدروكسي كلوروكين للأشخاص الذين تظهر لديهم آثار جانبية سلبية.قد يُعطى أو لا يُعطى للأشخاص الذين يعانون من عوز إنزيم غلوكوز-6-فوسفات دي هيدروجيناز G6PD deficiency (إنزيم G6PD هو إنزيم يحمي خلايا الدَّم الحمراء من بعض المواد الكيميائية السَّامَّة)، لأنه قج يخرب خلايا الدَّم الحمراء بسرعة.

يجب أن يخضع الذين يستعملون هيدروكسي كلوروكين إلى فحوصٍ سنوية للعين، لأنَّ هذا الدواء يزيد بشكل طفيف من خطر حدوث ضرر في الجزء الخلفي من العين عندَ استعماله لعدة سنوات.

الذئبة الخفيفة إلى المتوسطة

ليس من الضروري أن تكون المعالجة مُكثَّفة إذا لم تكُن الذئبة شديدة النشاط بحيث تُسبِّبُ ظهور أعراضٍ خفيفة في الجلد أو المفاصل.يمكن للأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية غالبًا أن تُخفِّفَ شدَّة ألم المفاصل، ولكن ينبغي تجنّب استعمالها عادةً لمُدَد طويلة دون انقطاع.تساعد مضادَّاتُ الملاريا، مثل هيدروكسي كلوروكوين، أو كلوروكين، أو كيناكرين، على تخفيف شدَّة أعراض الجلد والمَفاصِل وتحدُّ من تكرار النوبات.

يجب على المرضى الذين يعانون من طفح جلدي أو قرحات البقاء بعيدًا عن ضوء الشمس المباشر وتطبيق واقيات الشمس القويَّة (مع عامل الوقاية من الشمس لا يقلّ عن 50) عندَ الخروج إلى الهواء الطَّلق.كما يمكن مُعالَجَة حالات الطفح الجلدي بتطبيق كريمات أو مراهم الستيرويدات القشريَّة أو بمرهم يحتوي على دواء يسمى تاكروليموس.

يستدعي استمرار شدَّة الأعراض الجلديَّة، رغم تطبيق كريمات أو مراهم الستيرويد القشري وهيدروكسي كلوروكين، استعمال توليفةٍ من هيدروكسي كلوروكين وكيناكرين أو توليفةٍ من هيدروكسي كلوروكوين ودابسون، أو ميثوتريكسات، أو موفيتيل ميكوفينولات، أو أزاثيوبرين.

كما يمكن إعطاء بيليموماب للأشخاص الذين لا يمكن السيطرة على أعراضهم باستخدام أدوية أخرى أو الذين يعانون من هجمات متكررة، وهو دواء يقلل من نشاط بعض خلايا الدم البيضاء التي تشارك في الاستجابة المناعية الذاتية عند الأشخاص المصابين بالذئبة.يقوم الأطباء بشكل دوري بإجراء اختبارات للأشخاص للتَّحري عن الاكتئاب، لأنَّ هذا الدواء يمكن أن يبدأ أو يفاقم الاكتئاب، أو الأفكار والتصورات حول الموت، لاسيَّما الانتحار.

الذئبة الشديدة

يُعالج المصابون بالذئبة الشديدة النشطة التي تصيب الكلى، أو القلب، أو الدِّماغ، أو تسبب نزفًا في الرئة على الفور، وذلك من خلال استعمال ميثيل بريدنيزولون عادةً (الستيرويد القشري) عبر الوريد (انظر الستيرويدات القشرية: الاستعمالات والتأثيرات الجانبية).ثم يُعطى الأشخاص الستيرويد القشري بريدنيزون بالفم.تختلف جرعةُ ومدة المُعالجة باختلاف الأعضاء المصابة.كما يجري استعمال مُثبط المناعة سيكلوفوسفاميد لتثبيط هجمة المناعة الذاتية في الجسم.يُعدُّ موفيتيل ميكوفينولات Mycophenolate mofetil بديلًا شائع الاستعمال لعلاج الذئبة الشديدة التي تصيب الكلى، وذلك لأنَّه فعَّالٌ وأقل سُميَّةً من سيكلوفوسفاميد.كما تساعد مثبطات مناعية أخرى مثل بيليموماب، أو فوكلوسبورين، أو أنيفرولوماب على تقليل أعراض الذئبة عند بعض الأشخاص.

يمكن للمرضى الذين وصلت إصابتهم الكلويَّة إلى مراحلها الأخيرة الخضوع لعملية زرع الكلى كبديلٍ لغسل الكلى.

يُعطى الذين يعانون من مشاكل معيَّنة في الدَّم جرعاتٍ معتدلة أو مرتفعة من الستيرويدات القشريَّة عن طريق الفم مع مثبِّط مناعي مثل آزوثيوبرين أو موفيتيل ميكوفينولات.قد يُستعمَل الغلوبيولين المناعي (مادة تحتوي على كميات كبيرة من الكثير من الأجسام المضادة) عبر الوريد.يمكن استعمال كابت المناعة ريتوكسيماب عند الأشخاص الذين لم يستفيدوا من تلك العلاجات.

قد يُعطى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز العصبي دواء سيكلوفوسفاميد أو ريتوكسيماب عبر الوريد.

يُعطى الذين يعانون من جلطات الدَّم الهيبارين أو الوارفارين أو غيره من مضادَّات التخثُّر (أدوية تُسمَّى مُميِّعات الدَّم أحيانًا).

يلاحظ المصابون بالذئبة الشديدة غالبًا أنَّ أعراضهم قد تراجعت بعد انقضاء 4-12 أسبوعًا من المُعالجة.

أدوية المداومة

حالما يجري ضبط الالتهاب الأوَّلي، يقوم الطبيب بتحديد أدنى جرعة من الستيرويدات القشرية والأدوية الأخرى التي تضبط الالتهاب (مثل مضادات الملاريا ومُثبِّطات المناعة)، والتي تكون ضرورية للحصول ضبط أكثر فعاليَّة للالتهاب على المدى الطويل.يجري خفض جرعة بريدنيزون تدريجيًّا عادةً عندما تُضبَطُ الأَعرَاض وتُظهِرُ نتائج الفحص المخبري حدوثَ تحسُّن.ويمكن أن تحدث انتكاسات أو نوبات خلال هذا الإجراء.وبالنسبة لمعظم المُصابين بمرض الذئبة، يمكن خفض جرعة بريدنيزون أو إيقافها.ونظرًا إلى أنَّ الاستعمال الطويل الأمد للجرعات المرتفعة من الستيرويدات القشريَّة يؤدي إلى ظهور عدد من التأثيرات الجانبيَّة، فإنَّ الذين يحتاجون إلى استعمال جرعاتٍ مرتفعة من الستيرويدات القشريَّة لمدّة طويلة يُعطَون دواءً بديلًا للسيطرة على الالتهاب مثل آزاثيوبرين، أو ميثوتريكسات، أو موفيتيل ميكوفينولات.

وينبغي أن يُجريَ المرضى الذين يستعملون الستيرويدات القشرية فحوصًا دوريَّة، كما يجب معالجتهم عند الضرورة من (هشاشة العظام) التي يمكن أن تحدثَ نتيجة الاستعمال المزمن للستيرويدات القشريَّة.يمكن إعطاء الأشخاص الذين يستعملون جرعات مرتفعة من الستيرويدات القشرية لفترات طويلة مكمّلات الكالسيوم وفيتامين D ويُعطون أحياناً الأدوية المستخدمة في علاج تخلخل العظام بهدف الوقاية، حتى وإن كانت كثافة العظام لديهم طبيعية.

كما يُعطى الأشخاص الذين يستعملون أدويةً مُثبِّطة للمناعة للوقاية من الإصابة بحالات عدوى، مثل العدوى بفطر المتكيسة الرئوية الجيروفيسية (انظر الوقاية من الالتهاب الرئوي عند المصابين بضعف الجهاز المناعي) واللقاحات المضادة لأنواع العدوى الشائعة مثل الالتهاب الرئوي، والأنفلونزا، وكوفيد-19.

حالاتٌ طبيَّة أخرى والحمل

يجب أن يخضعَ الأشخاص إلى مراقبةٍ دقيقة من قبل الطبيب اختصاصي بأمراض القلب.كما ينبغي ضبط ُعوامل الخطر الشائعة لمرض الشريان التَّاجي (مثل، ارتفاع ضغط الدَّم وداء السُّكَّري وارتفاع مستويات الكوليسترول) قدرَ المستطاع.

قد تكون الإجراءاتُ الجراحيَّة والحمل أكثرَ تعقيدًا عند المُصابين بالذئبة، ويحتاجون إلى إشرافٍ طبيٍّ دقيق.إذا كانت المرأة حاملًا، فيجب الاستمرار في استعمال هيدروكسي كلوروكين طيلة الحمل، وقد تُستعملُ جرعة منخفضة من الأسبرين أيضًا.كما يمكن إعطاء الحوامل المُعرَّضات لخطر تجلُط الدَّم الهيبارين heparin.ومن الشائع حدوثُ حالات إسقاط ونوبات خلال الحمل.

يجب على النساء تجنُُّب حدوث الحمل في أثناء النوبة.ونظرًا إلى أنَّ استعمالَ موفيتيل ميكوفينولات يُسبِّبُ عيوبًا خِلقيَّة، يجب على النساء الانتظار قبل أن يحملن حتى يتمَّ ضبط المرض بشكلٍ جيد لمدة 6 أشهر أو أكثر (انظر الذئبة في أثناء الحمل).يجري تحويلُ النساء اللواتي في مرحلة الهدأة ويُفكِّرن في الحمل، ولكنَّهنَّ بحاجة إلى الاستمرار في تناول أدوية الصيانة، من موفيتيل ميكوفينولات إلى أزاثيوبرين قبل 6 أشهر على الأقلّ من الحمل.

مآل الذئبة

يميلُ مرض الذئبة إلى أن يكون مزمنًا وناكسًا، وغالبًا ما يكون مع فترات خالية من الأعراض (فترات هدأة remissions) يُمكن أن تستمرَّ لسنوات.ينخفض مُعدَّل حدوث الهجمات عند النساء بعدَ انقطاع الحيض غالبًا.

يجري تشخيصُ إصابة الكثير من الأشخاص بالذئبة في وقتٍ مُبكِّر حيث تكون خفيفة الشِّدَّة مقارنةً بشدَّتها سابقًا، ويمكن معالجتها بشكلٍ أفضل.ونتيجة لذلك يعيش ما يقرب من 90% من الناس لمدة 10 سنوات على الأقل بعد تشخيص المرض في البلدان التي يتمتع فيها الناس بالقدرة على الحصول على رعاية صحية جيدة.ولكن بسبب عدم القدرة على التَّنبُّؤ بمسار الذئبة، فإنَّ المآل يختلف إلى حدٍّ بعيد.إذا أمكن ضبط الهجمة الأولى من الالتهاب، فإنَّ المآل على المدى الطويل عادةً ما يكون جيدًا.ولكن، على الرغم من تحسن العلاج وانخفاض معدل الوفيات، فقد لا يعيش الأشخاص المصابون بالذئبة إلى نفس العمر الذي يعيشه الأشخاص غير المصابين بها لأنهم يواجهون زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب، ومرض الكلى النهائي، والعدوى.

للمَزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. المؤسسة الأمريكية لمرض الذئبة: يوفر معلومات حول التعايش مع مرض الذئبة ونتائج الأبحاث المستمرة حوله

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID